ولايات التمازج عددها عشر، خمس منها في الشمال هى النيل الأبيض والنيل الازرق وسنار وجنوب كردفان وجنوب دارفور، ومثلها في الجنوب وتشمل أعالي النيل والوحدة وشمال بحر الغزال وغرب بحر الغزال وواراب. تتسم هذه الولايات بوفرة وتنوع مواردها الزراعية وبعلاقات تواصل بين سكانها ضاربة في جذور التأريخ، وعطفاً على التداخل الحدودي في مواردها المتنوعة التي تميل الى التكامل، ومناخاتها المتنوعة التي مكنت من وجود مختلف نظم وأنماط الانتاج الزراعي النباتي والحيواني والسمكي والغابوي والصناعي الزراعي، ورغماً غن ذلك فإن هذه الولايات كما أنها تأثرت بدرجات مختلفة بالصراعات حول الموارد والحرب الأهلية، ولهذا تقع في نطاقها برتكولات السلام. لذا فإن التنمية المتكاملة لمواردها تعتبر شراكة ذكية تؤدي الى الرفاه والسلام الاجتماعي. هذا الوضع واستناداً الى ما جاء في إتفاقية السلام جعل حكومة الوحدة الوطنية تفكر إستراتيجياً في هذا التوجه بحسبانه الطريق السليم لتحقيق السلام الإجتماعي مما يجعل الوحدة جاذبة. وتأتي هذه الورقة الإطارية حول آفاق التنمية الزراعية بولايات التمازج لتساهم في هذا المجال.
تقع معظم هذه الولايات جنوب خط العرض (10) شمال، في نطاق السافنا الغنية وتتراوح كمية أمطارها بين 450-750-1000 ملم في العام، لذلك ظلت أحد أكثر مناطق السودان غني بمواردها الطبيعية خاصة الأراضي والمياه واخيراً البترول. كذلك تتميز هذه الولايات بالتمازج العرقي والثقافي بين الدم العربي والافريقي والتعايش والتواصل بين المسلمين والمسيحيين. وتاريخياً ظلت المؤسسات الاهلية بما فيها مؤسسات السلاطين وزعماء القبائل ورجال الدين تلعب دوراً أساسياً في التعايش والتسامح وفض النزاعات مما عزز تماسك وترابط النسيج الإجتماعي وآليات التعايش السلمي علي المستوي المحلي. يحدث هذا بالرغم من العوائق الطبيعية المتمثلة في الغابات والسدود، فكانت المشاركة بين القبائل في الأرض والمرعى والماء ومثال لذلك الدينكا والمسيرية في منطقة أبيي والشلك وقبائل سليم في ولايتي النيل الأبيض وأعالي النيل، نزّى، الصبحة والدينكا في واراب وجنوب كردفان.
ساحة النقاش